الله هو اسم الله الأعظم العلم على ذاته

 


.


:: اسم الله الأعظم؛ العلم على ذات: الله

.
.

.

.


          قاعدة:         

أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا أَعْلَامٌ وَأَوْصَافٌ


قبل أن نبدأ في التعرف على اسم الله تعالى (اللهُ) وسائر أسمائه الحسنى وصفاته العلى علينا أن نفهم جيدا هذه القاعدة: 
(أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا أَعْلَامٌ وَأَوْصَافٌ)
وهذه القاعدة تعني أن لفظ الجلالة (اللهُ) وما يتبعه من أسماءٍ وصفاتٍ هي أعلامٌ على ذات اللهِ تدل عليه دلالة مجملة وهي في نفس الوقت تحمل معانٍ ساميةً وهذه المعاني تحمل بدورها أوصافًا حسنةً تدل على عظمة اللهِ وكماله.
ولا بد للمسلم الذي يحرص على عقيدةٍ إسلاميةٍ صحيحةٍ أن يُلمَّ بهذه الأسماء وتلك الصفات إلمامًا كافيًا لدرء الشك عن معتقده، وتوضيح الحقيقة في علمه.


 ...   ... ما معنى لفظ الجلالة (اللهُ) ...   ...
الأسماء منها ما هو جامد يعني لا معنى له كـ (أسدٍ) مثلا فلا معنى معروفًا له، ومنها ما هو مشتق ذو معنى كـ محمدٍ أو محمودٍ أو أحمدَ؛ فكلها أسماء على صاحبها الصلاة والسلام؛ مشتقة من الحمد والتحميد والكرم والمروءة، فهي تدل على صفاتٍ حسنةٍ حميدةٍ كائنةٍ فيه عليه الصلاة والسلام.
وهذا ما سنجده في لفظ الجلالة: (اللهُ)؛ فهو علمٌ على ذات الله تعالى، وهو وصفٌ له بما يحمل من معنى، وكذا جميع أسمائه عزَّ وجلَّ، وهذا معنى أن أسماء الله كلها حسنى؛ فحسنها من حسن المعاني المتكونة فيها، فهي تدل على ذات اللهِ وكمالهِ وترشد إلى تمام المعنى في أوصافه وكمال الحسن فيها.
ولذا فقول اللهِ تعالى: 
[وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا]
يعنى أنها بلغت في الحُسن أكمله ولذا كانت أساسا في دعائه وأصلا في التوسل إليه دون غيرها على الإطلاق.
ولفظ الجلالة (اللهُ) ليس جامدًا بل حسنًا ذا معنى فاقَ فيما يدل عليه منتهى التفكيرِ الإنسانيِّ، فما هو هذا المعنى؟
معنى لفظ الجلالة (اللهُ): الإلَـهُ وإلَـهٌ بمعنى مأْلُوهٌ أي: مَعْبُودٌ.
لكن حُذفتْ همزة الإلَـهِ تخفيفًا لكثرة الاستعمال، كما في الناس أصلها: الأناس، وكما في قولهم: هذا خير من هذا وأصلها: أخير من هذا؛ فلكثرة الاستعمال حُذفتْ الهمزات، فصارت الإلـهُ اللهَ وصارت الأناس الناس وصارت أخير خير، وسأفصل لكم هذا إن شاء اللهُ تعالى عند عرض لفظ الجلالة على المعاجم العربية في لغتنا الجميلة.
علينا أن نسلم أن لفظ الجلالة (اللهُ) هو العلم على ذاته تعالى، وهو في نفس الوقت يدل على وصف فيه سبحانه وهو وصف الأُلُوهِيَّةِ الذي لا ينبغي أن يكون إلا للهِ جَلَّ وعلا؛ مستوفيًا معنى الأُلُوهِيَّةِ، مستغرقًا جنسها، بالغًا فيها حدَّ الكمال؛ بحيث يكون اللهُ تعالى أكمل أُلُوهِيَّةً وعظمة مما يخطر ببالك عنه وعن أُلُوهِيَّتِه سبحانه وتعالى.
وبهذا فلفظ الجلالة: (اللهُ) هو العلم على ذات اللهِ تعالى، المختص به عزَّ وجلَّ وحدَه؛ لا يَتَسَمَّى به غيره، وكل ما يأتي بعد لفظ الجلالة من أسماء فهو تابع له معبر عن كمال ذات اللهِ وحسن أسمائه وصفاته.
 ...   لفظ الجلالة (اللهُ) في المعاجم العربية   ...     
في القاموس المحيط بتصرف:
ألَـهَ بفتح اللام يعني عَبَدَ، ومصدره: إِلاهَةً وأُلُوهَةً وأُلُوهِيَّةً، ومنه لَفْظُ الجلالِة (اللهُ)، وكلُّ ما اتُّخِذَ مَعْبُوداً فهو إِلـهٌ عند مُتَّخِذِهِ، بَيِّنُ الإِلاَهَةِ والأُلْهانِيَّةِ، بالضم؛ والتَّأَلُّـه: التَّنَسُّكُ، والتَّعَبُّدُ، والتَّأْلِيْهُ: التَّعْبيدُ.

وألِـهَ، بكسر اللام تَحَيَّرَ، وألِـهَ على فلانٍ: اشْتَدَّ جزَعُهُ عليه، وألِـه إليه: فَزِعَ ولاذَ.
وأَلَهَهُ: أجارَهُ وآمَنَه، تقول: ألِهْتُ إلى اللهِ فألَهَنِي، وهو من المعاني المقصودة هنا بقوة.
وجاء في (الصّحّاح في اللغة):
أَلَـهَ بفتح اللام إِلاهَةً، أي عَبَدَ عِبَادَةً، والآلِهَةُ الأصنامُ، سَمَّوْها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها.
 وذلك من باب: أن أسماءهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه؛ بمعنى أن الأصنام آلهة بدعواهم الباطلة ولا حقيقة لذلك في الواقع؛ وذلك قول الله تعالى: 
(إِنْ هِى إِلا أَسْمَاءٌ سَمْيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباَؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)
فتنبه لهذا؛ فإنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، وهذا هو المعنى الحقيقي لقولنا الدائم: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

 وجاء في: (مقاييس اللغة)
الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبُّد. فالإلـه الله تعالى، وسمِّيَ بذلك لأنّه معبود، ويقال تألّه الرجُل، إذا تعبّد. 
 
وفي: (لسان العرب) أعظم المعاحم العربية جاء ما يلي:
الإلَـهُ: اللهُ عزَّ وجلَّ.
وكل ما اتُخِذَ من دونه معبودًا فهو إلَـهٌ عند متخذه، والجمع آلِهَةٌ.
والآلِهَةُ الأَصنامُ، سُمَّوْهم بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها، وكما ترى: وأكرر لك أن: أسماءهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه؛ بمعنى أن الأصنام آلهة بدعواهم الباطلة ولا حقيقة لذلك في الواقع؛ وذلك قول الله تعالى: 
(إِنْ هِى إِلا أَسْمَاءٌ سَمْيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباَؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)
فتنبه لهذا؛ فإنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، وهذا هو المعنى الحقيقي لقولنا الدائم: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وفهم هذا جيدا مهمٌ للعقيدة الإسلامية الصحيحة.

وقال ابن الأَثير: تقول إلَـهٌ بَيِّنُ الإلَهيَّةِ والأُلْهانِيَّةِ، وأَصله من أَلِـهَ يَأْلَـهُ إذا تَحَيَّر، يريد إذا وقع العبد في عظمة اللهِ وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصَرَفَ وَهْمَه إليها.
وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم اللهِ تعالى في اللغة فقال: كان حقُّه: إلاهٌ، فأُدخلت الأَلف واللام تعريفًا، فقيل أَلإلاهُ، ثم حَذفتْ العربُ الهمزةُ استثقالاً لها، فلما تركوا الهمزةَ حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف، وذهبت الهمزة فقالوا أَلِـلَاهٌ، فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة، ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية، فقالوا: اللهُ.
وقال أَبو الهيثم: فلفظ الجلالة اللهُ أَصله إلاهٌ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: 
[ما اتَّخذ اللهُ من وَلَدٍ وَما كَانَ مَعَهُ مِنْ إلَـهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلَـهٍ بما خَلَقَ]
قال: ولا يكون إلَهًا حتى يكون مَعْبُودًا، وحتى يكونَ لعابده خالقًا ورازقًا ومُدبِّرًا، وعليه مقتدرًا فمن لم يكن كذلك فليس بإلـه، وإِن عُبِدَ ظُلْماً، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد.

وأَصل إلَـهٍ وِلاهٌ؛ فقلبت الواو همزة كما قالوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ -وهو السِّتْر- إِجاحٌ، ومعنى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إليه في حوائجهم، ويَضْرَعُون إليه فيما يصيبهم، ويَفْزَعون إليه في كل ما ينوبهم، كما يَوْلَهُ كلُّ طِفْل إلى أُمه.
وقد قُرئَ: [ويَذَرَكَ وآلِهتَكَ]، وقرأَ ابن عباس: [ويَذَرَك وإِلاهَتَك]، بكسر الهمزة، أَي وعبادتك؛ وهذه الأَخيرة عند ثعلب كأَنها هي المختارة، قال: لأَن فرعون كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُدُ، فهو على هذا ذو إلاهَةٍ لا ذو آلِهةٍ.
قال ابن بري: يُقَوِّي ما ذهب إليه ابن عباس في قراءته: [ويذرك وإِلاهَتَك]، قولُ فرعون: [أَنا ربكم الأَعلى]، وقوله: [ما علمتُ لكم من إله غيري]؛ ولهذا قال سبحانه: [فأَخَذه اللهُ نَكالَ الآخرةِ والأُولى]؛ وهذا هو قول ابن عباس: (إن فرعون كان يُعْبَدُ، ولا يَعْبُدُ).

ولفظ الجلالة اللهُ: أَصله إلاهٌ، لأَنه مأَلُوه أَي معبود، فلما أُدخلت عليه الأَلف واللام حُذفتْ الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام، فإذا قيل: الإلاهُ انطلق القول على اللهِ سبحانه وعلى ما يعبد من دونه من الأَصنام، ولكن إذا قلتَ: اللهُ لم ينطلق إلا علي اللهِ الذي هو رب العالمين سبحانه وتعالى، ولهذا جاز أَن ينادي اسمُ اللهِ، وفيه لام التعريف وتقطع همزته، فيقال يا: أللهُ، ولا يجوز يا: ألإلـهُ على وجه من الوجوه، مقطوعة همزته ولا موصولة، وقيل في اسم الباري سبحانه إنه مأْخوذ من أَلِـهَ يَأْلَـه إذا تحيَّر، لأَن العقول تَأْلَـهُ في عظمته؛ أي تتحير فيها.

وأَلِـهَ أَلَهًا أَي تَحَيَّرَ، وأَصله وَلِـهَ يَوْلَـهُ وَلَهًا، وقد أَلِهْتُ على فلان أَي اشتدّ جزعي عليه، مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأْخوذ من أَلِـهَ يَأْلَـهُ إلى كذا أَي لجأَ إليه لأَنه سبحانه المَفْزَعُ الذي يُلْجأُ إليه في كل أَمر.

والتَّأَلُّـهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد، والتأْليهُ: التَّعْبيد.
وقال الكسائيُّ: العرب تقول يا أَللهُ اغفر لي، ويَالّله اغفر لي.
ولكن الخليل بن أحمد يقول: يكره العرب أَن ينقصوا من هذا الاسم حرفًا؛ أَي لا يقولون يَالَلهُ؛ بل يقولون: يا أللهُ، وأرى أن الحق مع الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى.

وهكذا يتضح لك: 
( أنَّ اسمَ اللهِ تعالى (اللهُ) هو علَمٌ يدل على ذات اللهِ وفي نفس الوقت وَصْفٌ ذُو معنىً يدل على أوصافِ الجلال والجمال الملازمة للهِ تعالى في كمال لا ينبغي لغيره).
وستجد كما سيأتي بعد ذلك -إن شاء الله تعالى-:
أَنَّ كُلَّ اسْمٍ هُوَ
عَلَمٌ بِاعْتِبَارِ دِلَالَتِهِ عَلَى ذَاتِ اللهِ تِعِالَى،
وُهَو أَيْضًا صِفَةٌ بِاعْتِبَارِ دِلَالَتِهِ عَلَى الْمَعْنَى.

..
وانتظر المزيد حول هذا الاسم العظيم
مع تحيات:

حَسن حَامد سِبَاق
.

.
 =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق